الجمعة، 13 ديسمبر 2013

لم يمت نلسون مانديلا ولكنه حي في القلوب


 
"بني وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين" بهذه الكلمات أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما وفاة الزعيم التاريخي لجنوب أفريقيا والعالم (نيلسون روليهلاهلا مانديلا ) .
رحل مانديلا فتحركت لموته مشاعر الملايين في أنحاء المعمورة ، تنكست الأعلام وأعلن الحدد في دول بعيدة عن جنوب أفريقيا مثل الهند وتونس ومصر وأثيوبيا وغيرها من دول العالم وتهافت رؤساء العالم على جنوب إفريقيا للمشاركة في جنازة الرئيس الإفريقي المناضل   .
إن النضال الطويل الذي قدمه مانديلا لأجل حرية شعبه وتضحيته بسبعة وعشرين عاما من عمره في سجون ( الأبارتايد ) لأجل حرية وكرامة الإنسان الإفريقي وعفوه عن جلاديه بعد انتصاره في معركة الحرية ، كل ذلك جعل منه ليس بطل لإفريقيا وحدها بل بطلاً إنسانياً نتعلم منه معنى التضحية ، في سبيل الحرية والمساواة ، معنى الثبات على المباديء مهما طالت الأعوام .
يقول مانديلا وهو يعلمنا الصمود والإستمرار في المطالبة بالحقوق ( إن الإنسان الحر كلما صعد جبلاً عظيماً وجد وراءه جبالاً أخرى يصعدها )
وعن الحرية يقول البطل ( الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات ، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً  ) لقد ضحى بعمره من أجل الحرية فكان له ولشعبه وللإنسانية الإنتصار ، ولوطلب منه أن يقدم أكثر مما قدمه من أجل الحرية لقدمه بنفس راضية ، يقول في إحدى كتاباته (طوال حياتى وهبت نفسى لصراع الافارقة   و حاربت ضد هيمنة ذوى البشرة البيضاء , وضد هيمنة ذوى البشرة السوداء أيضا , و قد قدرت فكرة الديمقراطية و حرية المجتمع حيث يكون كل البشر يعيشوا فى تناغم و مساواة فى الحقوق و هى مبادىء اتمنى الحياة من أجلها , ولكن لو كانت إرادة الله فأنا مستعد أن أموت من أجلها )
هذه هي المواقف وهذه هي الحياة التي تعطي لصاحبها الخلود ، فلو أعلن العالم كله وفاة مانديلا فإنه سيضل حياً في القلوب ، من نضاله تستمد الأجيال قوتها ، ومن مواقفه التاريخية ترسم للمستقبل لوحته الزاهية .
لم يمت نلسون مانديلا ولكنه حي في القلوب 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق