مهما مرت الأيام وطالت السنون فلا يمكننا باي حال من الأحوال أن ننسى ( راشيل كوري بارك ) تلك الفتاة الأمريكية ذات الثلاث والعشرين ربيعاً والتي ضربت للعرب والمسلمين والعالم كله أرقى معاني التضحية وأبهى ضروب الشجاعة , فقبل عشرة أعوام من الآن وفي عام 2003 تركت الراحة في بلدها امريكا وجائت إلى فلسطين لتعيش معاناة أهالي غزة كما يعيشونها هم وليس كما تعرضها شاشات التلفزة , سهرت مع أهالي غزة وذاقت معهم الخبز مخلوطاً بالدموع والدماء فقررت أن تدافع عن هذا الشعب المنكوب الضعيف الذي تناساه القريب قبل الغريب ، فوقفت بجسدها النحيف تدافع عن الأمة باسرها تقول بصوتها القوي الذي وصل أسماع العالم ( لن تهدموا بيوت الفلسطينيين بعد اليوم إلا إذا قتلتموني أولاً ) ووقفت بكل شجاعة وبدون أدنى تردد أمام الجرافة الإسرائيلية ، إلا أن السائق الإسرائيلي المجرم لم يتردد في قتلها بجرافته التي مرت عليها بكل غطرسة وظلم ووحشية ليسقط ذلك الوجه البريء ملطخاً بالدماء .
إن قصة راشيل كوري سوط يخرس كل المتقاعسين والمتخاذلين عن نصرة الشعب الفلسطيني الأعزل خاصة الحكام العرب الذين أصبحوا لا يحركون ساكناً أمام مشاهد القتل والتدمير اليومية ، لقد أظهرت راشيل بشجاعتها مدى الجبن الذي نعيشه ، وبتضحيتها مدى الخذلان الذي نحياه ، وبقوتها مدى الضعف الذي نعانيه ، إنها فتاة خالدة سيشهد التاريخ أنها ضحت بحياتها لأجل الدفاع عن المضلومين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق