منذ فترة ليست بالقصيرة ,ورؤوسنا تصدع بالطبل والزمر على إيقاع إسمه
حرية المرأة ، ولأن هذا الإيقاع هو من تأليف وتلحين وإخراج وتوزيع الدول الكبرى
ذات العصى الغليظة فإن بقية دول العالم المغلوبة على أمرها أصبحت تصفق لهذه الأنغام
الجديدة التي أصبحت سمة عصر العولمة والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب
وغيرها من العبارات الحديثة الولادة والتي لم يكن يعرف الأولون عنها الكثير ،
المزعج في الأمر هو أن كل هذه الأمور ولدت من أم و أب غربيين وأشرف على ولادتها طبيب
غربي وتكفل بتربيتها وتضخيمها أب الغرب الأكبر ، المهم ليس أين ولدت هذه الشعارات
ولا من شارك في توليدها أو تظخيمها ولكن المهم والمزعج أنها بالرغم من أنها تمثل
وجهة نظر صاحبها الذي ربما أعجبته أفكاره لأقصى الحدود إلا أنه يريد أن يفرضها
بالقوة وبتلويح العصى الغليظة على بقية العالم الحر !! إننا في الحقيقة في البلدان
العربية لا نعترض على هذه العبارات من حيث المبدأ ولكننا نعترض عليها من حيث
المضمون فنحن في مجال حقوق المرأة مثلاً ننتمي إلى الدين الإسلامي الذي أعطى المرأة
حقها كاملاً منذ أربعة عشر قرناً ، وإذا كان البعض من المتخلفين العرب قد طغى على
حقوق المرأة في بلده فهذا لا يمثل الإسلام في شيء بل يمثل نفسه وعادته السمجة فبأي
حق يقتل الأخ أخته بدعوى المحافظة على الشرف ، وبأي حق يطالب أخ تطليق أخته من
زوجها التي أحبها وتحبه بدعوى أنه ليس من مستواه القبلي ، هذه كلها دعوى باطلة ولكن
وبالرغم من وجود بعض هذه العادات السيئة لدينا إلا أن ذلك لا يستدعي الأخذ بشعار
حرية المرأة بمنظوره الغربي الجديد الذي يسعى إلى تحرير المرأة من كل شيء حسب
زعمهم حتى من ثيابها التي ترتديه بدعوى الحرية ، وهذا هو الظاهر في المجتمعات
الغربية التي جعلت من المرأة سلعة تباع وتشترى رغم رفع شعار حرية وحقوق المرأة
عندهم ، إنني إنسان عربي أحب وأعشق المرأة بجنون فلا أتخيلها تظلم في مجتمعي لأنها
أمي وأختي وزوجتي وأبنتي وخالتي وعمتي وجارتي وقريبتي فكيف أرضى لها بالظلم ، إنني
من وجهة نظري لا أرى أن حرية الغرب للمرأة تناسبنا بل يجب أن نسعى لتفعيل مباديء
الحرية التي جاء بها ديننا الحنيف وأن نضرب بيد قوية كل من يتعرض لها بالظلم في
مجتمعاتنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق