الجمعة، 13 ديسمبر 2013

لم يمت نلسون مانديلا ولكنه حي في القلوب


 
"بني وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين" بهذه الكلمات أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما وفاة الزعيم التاريخي لجنوب أفريقيا والعالم (نيلسون روليهلاهلا مانديلا ) .
رحل مانديلا فتحركت لموته مشاعر الملايين في أنحاء المعمورة ، تنكست الأعلام وأعلن الحدد في دول بعيدة عن جنوب أفريقيا مثل الهند وتونس ومصر وأثيوبيا وغيرها من دول العالم وتهافت رؤساء العالم على جنوب إفريقيا للمشاركة في جنازة الرئيس الإفريقي المناضل   .
إن النضال الطويل الذي قدمه مانديلا لأجل حرية شعبه وتضحيته بسبعة وعشرين عاما من عمره في سجون ( الأبارتايد ) لأجل حرية وكرامة الإنسان الإفريقي وعفوه عن جلاديه بعد انتصاره في معركة الحرية ، كل ذلك جعل منه ليس بطل لإفريقيا وحدها بل بطلاً إنسانياً نتعلم منه معنى التضحية ، في سبيل الحرية والمساواة ، معنى الثبات على المباديء مهما طالت الأعوام .
يقول مانديلا وهو يعلمنا الصمود والإستمرار في المطالبة بالحقوق ( إن الإنسان الحر كلما صعد جبلاً عظيماً وجد وراءه جبالاً أخرى يصعدها )
وعن الحرية يقول البطل ( الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات ، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً  ) لقد ضحى بعمره من أجل الحرية فكان له ولشعبه وللإنسانية الإنتصار ، ولوطلب منه أن يقدم أكثر مما قدمه من أجل الحرية لقدمه بنفس راضية ، يقول في إحدى كتاباته (طوال حياتى وهبت نفسى لصراع الافارقة   و حاربت ضد هيمنة ذوى البشرة البيضاء , وضد هيمنة ذوى البشرة السوداء أيضا , و قد قدرت فكرة الديمقراطية و حرية المجتمع حيث يكون كل البشر يعيشوا فى تناغم و مساواة فى الحقوق و هى مبادىء اتمنى الحياة من أجلها , ولكن لو كانت إرادة الله فأنا مستعد أن أموت من أجلها )
هذه هي المواقف وهذه هي الحياة التي تعطي لصاحبها الخلود ، فلو أعلن العالم كله وفاة مانديلا فإنه سيضل حياً في القلوب ، من نضاله تستمد الأجيال قوتها ، ومن مواقفه التاريخية ترسم للمستقبل لوحته الزاهية .
لم يمت نلسون مانديلا ولكنه حي في القلوب 

 

الجمعة، 7 يونيو 2013

ذكرى - شعر / عبد الوارث علي آدم


ذكرى تزور فتروي القلب إيمانــــــــــاً    
  ذكرى تعود فترجوا الأرض غفرانـــــا
ذكرى تبرز أحداثاً مقدســـــــــــــــــــة   
   تثير في النفس أشواقاً وأشجانــــــــــــــاً
ذكرى تنير دروباً في نهايتهــــــــــــــا   
   من المغانم والإنعام ألوانــــــــــــــــــــــاً
ذكرى تمد لفلك الروح أشرعــــــــــــة  
    حتى تعانق في الجنات شطآنـــــــــــــــا
ذكرى تذكر ألباباً وأفئـــــــــــــــــــــدةً   
   برحلةٍ فجرت للحق بركانــــــــــــــــــــاً
تفديك روحي رسول الله يا علمـــــــــاً   
  أسرى به الحق نحو القدس يقضــــانــــــاً
على البراق وجبريلٌ يرافقـــــــــــــــه    
  يطير يجتاز صحراءً ووديانـــــــــــــــــاً
حتى توقف بالأقصى ومسجـــــــــــده    
  فعطر الجو أزهاراً وريحانـــــــــــــــــــاً
وجمع الله كل الرسل ساعتهـــــــــــــا   
   وكلهم خاشع حمداً وشكرانــــــــــــــــــــاً
صفو الصفوف وخير الرسل يقدمهـم    
   والنور يغمرهم شيباً وشبانــــــــــــــــــــاً
صفو الصفوف وخير الخلق أمهـــــم   
    فيا لها من صلاة قد سمت شانــــــــــــــاً
ثم ابتدت رحلة المعراج معجــــــــزةً   
   وذكرها خالد نتلوه قرآنـــــــــــــــــــــــــاً
إلى السماء مضى جبريل يرشــــــده   
    فضلاً من الله تأييداً وسلــــــوانـــــــــــــاً
حتى أتى جنةً رضوان خازنهــــــــا    
   أنهارها عسل تنساب غدرانـــــــــــــــــاً
قصورها ذهبٌ والنخل باسقــــــــــةٌ     
  أكوابها فضةٌ حينـــــــاً ومرجانــــــــــــاً
من سندسٍ نسجت أثواب ساكنهـــــا   
    للمؤمنين غدت داراً و أوطانـــــــــــــــاً
رأى النبي بها للمتقي نعمــــــــــــــاً    
   جاد الإله بها فضلاً وإحسانــــــــــــــــــاً
كما رأى عدداً من العصاة وهـــــــم   
    في مشهد جللٍ يصلون نيرانــــــــــــــــاً
يعذبون بها عدلاً بما كسبـــــــــــــوا     
  هم الذين بغوا كفراً وطغيــــــانـــــــــــاً
وبعدها رفع الرحمن سيدنـــــــــــــا    
   لسدرة المنتهى فكــــــان ما كانــــــــــــا
رأى العظيم من الآيات مبهـــــــرةً     
   فلم يزغ بصراً أو كان حيرانـــــــــــــــــاً
وكان من أمره فرض الصلاة على   
     الإنسان خمساً تزيد القلب إيمــــــانـــــــــاً
فا حفظ صلاتك يا إنسان وارق بها    
    ولا تكن غافلاً تعين شيطانـــــــــــــــــــــاً
ذكراك يا ليلة الإسراء ملحمــــــــةٌ     
    من الدروس حوت للحق برهانـــــــــــــاً
ذكراك يا ليلة المعراج بوصلــــــــةٌ    
     تقود نحو العلا والسعدِ ربــــانــــــــــــــاً
ثم الصلاة على المختار ما طلعـــت    
     شمس وداعبت الأطيار أغصانـــــــــــــاً 

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

( راشيل كوري بارك ) البطلة التي لن ننساها أبداً 1979-2003










مهما مرت الأيام وطالت السنون فلا يمكننا باي حال من الأحوال أن ننسى ( راشيل كوري بارك ) تلك الفتاة الأمريكية ذات الثلاث والعشرين ربيعاً والتي ضربت للعرب والمسلمين والعالم كله أرقى معاني التضحية وأبهى ضروب الشجاعة , فقبل عشرة أعوام من الآن وفي عام 2003 تركت الراحة في بلدها امريكا وجائت إلى فلسطين لتعيش معاناة أهالي غزة كما يعيشونها هم وليس كما تعرضها شاشات التلفزة , سهرت مع أهالي غزة وذاقت معهم الخبز مخلوطاً بالدموع والدماء فقررت أن تدافع عن هذا الشعب المنكوب الضعيف الذي تناساه القريب قبل الغريب ، فوقفت بجسدها النحيف تدافع عن الأمة باسرها تقول بصوتها القوي الذي وصل أسماع العالم ( لن تهدموا بيوت الفلسطينيين بعد اليوم إلا إذا قتلتموني أولاً ) ووقفت بكل شجاعة وبدون أدنى تردد أمام الجرافة الإسرائيلية ، إلا أن السائق الإسرائيلي المجرم لم يتردد في قتلها بجرافته التي مرت عليها بكل غطرسة وظلم ووحشية ليسقط ذلك الوجه البريء ملطخاً بالدماء                                                                                                  .     
إن قصة راشيل كوري سوط يخرس كل المتقاعسين والمتخاذلين عن نصرة الشعب الفلسطيني الأعزل خاصة الحكام العرب الذين أصبحوا لا يحركون ساكناً أمام مشاهد القتل والتدمير اليومية ، لقد أظهرت راشيل بشجاعتها مدى الجبن الذي نعيشه ، وبتضحيتها مدى الخذلان الذي نحياه ، وبقوتها مدى الضعف الذي نعانيه ، إنها فتاة خالدة سيشهد التاريخ أنها ضحت بحياتها لأجل الدفاع عن المضلومين .

السبت، 13 أبريل 2013

قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

 
فى دمي الحب للنبي يسيــــر *** وبقلبي عشق النبي يثـــــــــــور
وبذكر الحبيب تسكن نفســـي *** ولذكر الرسول فاح العبيـــــــــر
فهو الشمس إن أطل ظــــلام *** وهو الظل إن أطل هجيـــــــــــر
وهو الماء طعمه سلسبيــــــل *** وهو الروض فيه زهر نضيــــر
إن ذكرت الحبيب أشعـــر أن *** النفس والروح للمعالي تطيــــــر
ولد النور فالسماء ضيــــــــاء *** وعلى الأرض قد أحل ســــرور
فغدت مكة الحبيبة أرضــــــاً *** مهبط الوحي حل فيها البشيــــــر
جاء والكون في غياهب ظلم *** مستطير قد طال منه جــــــــــذور
جاء بالحق من إله البرايــــا *** وله الله ساند ونصيـــــــــــــــــــــر
فبعزم أرسى العدالة حتــــى*** صار للعدل صولة وحبـــــــــــــور
جاء في الذكر مدحه بثنــــاءٍ *** فكريم الخصال فيه وفيـــــــــــــــر
باسم الثغر في محياه بشــــرٌ *** وبياضِ في وجه طه غزيـــــــــر
في رؤى وجهه البهي ســلام *** وأمان لا يعتريه قصـــــــــــــــور
لمسة منه للسقيم شفـــــــــــاء *** نظرة منه للظلام تنيــــــــــــــــــر
كان بالسائل الفقير عطوفـــاً *** وحنوناً وللضعيف ظهيـــــــــــــــر
كان بالمعدم اليتيم رؤومـــــاً *** ورحيماً والعطف منه بحــــــــــور
كان في صحبه معلم خيــــــرٍ *** دونه النفس تفتديه نحـــــــــــــور
خاتم الرسل ما أجل سنـــــــاه *** هو نجم لا تحتويه سطـــــــــــور
صاح قل لي هلا تكون رفيقاً *** لرسول من الإله بشيــــــــــــــــــر
وعد الكافل اليتيم جــــــــواراً *** مع الحبيب في الجنان يطيــــــــر
وبحورٍ يُشرِحُ الصَدْرَ رؤاها *** وبساتين في رباها قصـــــــــــــور
ومياه النهر ينساب رقيقـــــــاً *** عسلٌ بعضه وبعضٌ خمــــــــــور
وإذا شئت حليب ومصفــــــىً *** وإذا شئت فهو ماء نميــــــــــــــر
إن في جنة الإله جمــــــــــالاً *** لم ترى العين قبلها والصــــــــدور
ذاك فضل لمن أعان يتيمـــــاً *** و إلهي للمحسنين شكــــــــــــــور
فامنح العطف لليتيم وقـــــــدم *** حسنات تقيك ناراً تمــــــــــــــــور
إنما يكفل اليتيم نبيــــــــــــــل *** وشريف في حناياه ضميــــــــــــر
وصلاتي على المحمد طــــــــه *** كلما سال في الجبال غديـــــــــــر

الأربعاء، 27 مارس 2013

حرية المرأة بين الشرق والغرب !!

منذ فترة ليست بالقصيرة ,ورؤوسنا تصدع بالطبل والزمر على إيقاع إسمه حرية المرأة ، ولأن هذا الإيقاع هو من تأليف وتلحين وإخراج وتوزيع الدول الكبرى ذات العصى الغليظة فإن بقية دول العالم المغلوبة على أمرها أصبحت تصفق لهذه الأنغام الجديدة التي أصبحت سمة عصر العولمة والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب وغيرها من العبارات الحديثة الولادة والتي لم يكن يعرف الأولون عنها الكثير ، المزعج في الأمر هو أن كل هذه الأمور ولدت من أم و أب غربيين وأشرف على ولادتها طبيب غربي وتكفل بتربيتها وتضخيمها أب الغرب الأكبر ، المهم ليس أين ولدت هذه الشعارات ولا من شارك في توليدها أو تظخيمها ولكن المهم والمزعج أنها بالرغم من أنها تمثل وجهة نظر صاحبها الذي ربما أعجبته أفكاره لأقصى الحدود إلا أنه يريد أن يفرضها بالقوة وبتلويح العصى الغليظة على بقية العالم الحر !! إننا في الحقيقة في البلدان العربية لا نعترض على هذه العبارات من حيث المبدأ ولكننا نعترض عليها من حيث المضمون فنحن في مجال حقوق المرأة مثلاً ننتمي إلى الدين الإسلامي الذي أعطى المرأة حقها كاملاً منذ أربعة عشر قرناً ، وإذا كان البعض من المتخلفين العرب قد طغى على حقوق المرأة في بلده فهذا لا يمثل الإسلام في شيء بل يمثل نفسه وعادته السمجة فبأي حق يقتل الأخ أخته بدعوى المحافظة على الشرف ، وبأي حق يطالب أخ تطليق أخته من زوجها التي أحبها وتحبه بدعوى أنه ليس من مستواه القبلي ، هذه كلها دعوى باطلة ولكن وبالرغم من وجود بعض هذه العادات السيئة لدينا إلا أن ذلك لا يستدعي الأخذ بشعار حرية المرأة بمنظوره الغربي الجديد الذي يسعى إلى تحرير المرأة من كل شيء حسب زعمهم حتى من ثيابها التي ترتديه بدعوى الحرية ، وهذا هو الظاهر في المجتمعات الغربية التي جعلت من المرأة سلعة تباع وتشترى رغم رفع شعار حرية وحقوق المرأة عندهم ، إنني إنسان عربي أحب وأعشق المرأة بجنون فلا أتخيلها تظلم في مجتمعي لأنها أمي وأختي وزوجتي وأبنتي وخالتي وعمتي وجارتي وقريبتي فكيف أرضى لها بالظلم ، إنني من وجهة نظري لا أرى أن حرية الغرب للمرأة تناسبنا بل يجب أن نسعى لتفعيل مباديء الحرية التي جاء بها ديننا الحنيف وأن نضرب بيد قوية كل من يتعرض لها بالظلم في مجتمعاتنا

رسالة إلى المصريين


حدثني والدي قديماً عن النسر الذي تربى بين الدجاج فأقنع نفسه بأنه ديك ففقد القدرة على الطيران ، كما سمعت أيضاً قصة مشابهةً عن الفهد الذي أرضعته الضباع فصار واحداً من الضباع ، مثل هذه القصص وإن كانت خيالية فإنها أمثلة تضرب لمن لم يعرف حقيقة قدره .
إن حقيقة الوضع المصري شبيه بمثل هذه القصص الخيالية لأن حجمها الحقيقي بتاريخها العريق ، وشعبها الذي يتجاوز الثمانين مليوناً ، ومواردها الضخمة ، وموقعها الإستراتيجي ، كل ذلك يؤهلها بامتياز لتكون بلداً عظيماً ، لا دولة من دول العالم النامي كما يقال .
إن مصر هو قلب الأمة النابض فبنهضتها تنهض كل الدول العربية من موريتانيا غرباً إلى البحرين وعمان شرقاً إلى الصومال وجزر القمر جنوباً ، كل هذه الدول تحتاج إلى نهضة شقيقتها الكبرى مصر ، لتنهض هي أيضاً بدورها .
 لقد كان نظام مبارك متهماً بتجويع شعبه على حساب شلة من معاونيه جعلوا من البلد البقرة الحلوب التي يضخمون منها ثرواتهم الشخصية ويتعاونون مع أعداء الأمة في قمع إخوانهم العرب في منطقة الشرق الأوسط ، لذلك فقد استبشرت الأمة خيراً بالربيع العربي ، والثورة الشعبية العارمة في مصر ، لقد تابعت الشعوب العربية في كل مكان مسيرة تلك الثورات بقلوب يملؤها الأمل بغد يرفع فيه العربي رأسه مفتخراً بعروبته وبإسلامه ، وإنني لأتذكر ليلة إعلان تنحي حسني مبارك وحين ضجت ساحة التحرير في القاهرة بالإحتفالات حينها نقلت الفضائيات تلك الملايين وهي تنشد النشيد الوطني المصري بصوت واحد ( بلادي بلادي بلادي ... لك حبي وفؤادي ) وجدت بجانبي وقتها فتاة جيبوتية تغني معهم النشيد نظرت إليها فإذا بالدموع تسيل جارية على خدها من الفرحة !! إنها فتاة جيبوتية وليست مصرية ، حتى إنها لم تزر قط مصر في حياتها ، ولكنه الإحساس الصادق والأمل الواعد والحلم بغد أفضل لكل العالم العربي .
ولكن وبعد مرور سنتين على الثورة نجد عبرات اليأس تخنق الجميع ، فلقد أخذ بعض المصريين معاول الهدم ليمنعوا العملاق من النهوض فقط لأن الحكم بيد الإسلاميين !
أولم يصل الإسلاميون إلا الحكم عن طريق الإنتخابات ؟؟
إنه تخلف المعارضة العلمانية ، لقد كان أملنا كبيراً أن يؤمن هؤلاء العلمانيون كغيرهم من علمانيي العالم بمبدأ الديمقراطية واحترام إرادة الشعب ولكن الذي نراه هو كفر بالديمقراطية واستخدام للعنف والبلطجية للإطاحة برئيس شرعي منتخب ، إنه التخلف بعينه ، إن مما تعلمناه من هذه الأحداث هو أن البدلة الأنيقة والتسريحة الجميلة ليست ما يصنع التحضر وحب الوطن ، فليس أكثر أناقةً من أولئك السياسيين والإعلاميين العلمانيين في القنوات المصرية الذين جعلوا الكذب مذهبهم ، والشتائم طريقتهم ، والتحريض على الفتنة سبيلهم في هدم الوطن !! لقد قلبوا الحقائق ليجعلوا من البلطجية أبطال ثورة ، ويصوروا أولئك الذين يبنون وطنهم بإخلاص على أنهم مجرمون وخونة ، قبحهم الله من إعلام وإعلاميين .
لؤلئك اللذين يدَّعون الليبرالية في مصر إقول ، إن ليبرالييو العالم ينتظرون منكم أن تحترموا الديمقراطية وتسلكوا السلمية وتساعدوا في نهوض مصر أياً كان الرئيس ، حينها سيحبكم الشعب وسيختاركم حكاماً في يوم من الأيام .
لست مصرياً .. ولكنني أحب مصر وأعشقها ، ومستعد لأضحي بالغالي من أجلها ، لأنني أؤمن أن نهضتها نهضة للعالم الذي أنتسب إليه ، وتقدمها تقدم للأمة التي أعتز بالإنتماء إليها .

 
 

الأحد، 24 مارس 2013

ماهو الحكم الشرعي للنقاب ؟

كثر اللغط وارتفعت الاصوات في الآونة الأخيرة حول ، قضية النقاب ، وخاصة بعد أن قامت بعض الدول الأوروبية بفرض تشريعات تمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة ، وقد اعتبر البعض تلك التشريعات تعارضاً صارخاً لمبدأ الحرية الشخصية التي ينادي به الغرب ، كما اعتبروها محاربة للإسلام ككل وإن كان المسمى في هذه القضية ( النقاب ) وبالتوازي مع كل ذلك تجدد الخلاف بين المسلمين حول النقاب هل هو واجب أم مستحب ؟ وهل هو فريضة أم فضيلة ؟ وهل تأثم المرأة المسلمة بكشفها لوجهها أم لا ؟ وهل النقاب عادة أم عبادة ؟ ولإلقاء الضوء على حكم النقاب إخترنا فتوى دار الإفتاء المصرية حول النقاب والصادرة بتاريخ 7 أكتوبر 2004 وهذا نصها : -
الســــؤال : اطلعنا على الطلب المقيد برقم 2341 لسنة 2004م والمتضمن:
السؤال عن حكم النقاب هل هو فرض ؟ حيث إن هناك من الفقهاء من يوجبه استنادًا إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تغطي وجهها في الحج حتى يمر الركب .
الـجـــواب : فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد
الزي الشرعي المطلوب من المرأة المسلمة هو أي زي لا يصف مفاتن الجسد ولا يشف ويستر الجسم كله ما عدا الوجه والكفين ، ولا مانع كذلك أن تلبس المرأة الملابس الملونة بشرط ألا تكون لافتة للنظر أو تثير الفتنة ، فإذا تحققت هذه الشروط على أي زي جاز للمرأة المسلمة أن ترتديه وتخرج به .
أما نقاب المرأة الذي تغطي به وجهها وقفازها الذي تغطي به كفها فجمهور الأمة على أن ذلك ليس واجبًا وأنه يجوز لها أن تكشف وجهها وكفيها أخذًا من قول الله تعالى : { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا } (النور 31) حيث فسر جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم الزينة الظاهرة بالوجه والكفين ، نُقِل ذلك عن ابن عباس وأنس وعائشة رضي الله عنهم ، وأخذًا من قوله تعالى :{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } (النور 31) فالخمار هو غطاء الرأس ، والجيب هو فتحة الصدر من القميص ونحوه ، فأمر الله تعالى المرأة المسلمة أن تغطي بخمارها صدرها ولو كان ستر الوجه واجبًا لصرحت به الآية الكريمة ، ومن السنة المشرفة حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَقَالَ : « يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا » وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ . أخرجه أبو داود . إلى غير ذلك من الأدلة المصرحة بعدم وجوب ستر الوجه والكفين .
بينما يرى بعض الفقهاء أنه يجب على المرأة ستر وجهها لما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت : « كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا أَسْدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ » ، وهذا الحديث لا دليل فيه على وجوب ستر وجه المرأة لأن فعل الصحابة لا يدل أصلاً على الوجوب ولاحتمال أن يكون ذلك حكمًا خاصًا بأمهات المؤمنين كما خُصِّصْن بحرمة نكاحهن بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد تقرر في علم الأصول " أن وقائع الأحوال ، إذا تَطَرَّقَ إليها الاحتمال ، كَسَاها ثَوْبَ الإجمال ، فَسَقط بها الاستدلال " .
وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لاَ تَنْتَقِبُ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلاَ تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ » وهذا يدل على أن الوجه والكفين من الحرة ليسا بعورة ، وكيف يُتَصَوَّرُ أنهما عورة مع الاتفاق على كشفهما في الصلاة ووجوب كشفهما في الإحرام ! إذ من المعلوم أن الشرع لا يمكن أن يأتي بتجويز كشف العورة في الصلاة ووجوب كشفها في الإحرام ، ومحظورات الإحرام أشياء كانت في الأصل مباحة كلبس المخيط والطيب والصيد

السبت، 23 مارس 2013

من الذي قتل الشيخ البوطي ؟


الموت هو السهم الوحيد الذي لا يخطيء الإنسان ، فمصير البشر جميعهم الموت مهما طال العمر وامتدت بهم الحياة ، والموت مهما أحزن القلب وفطر الفؤاد فإنه يضل في الغالب مقبولاً لأن البشر كلهم يؤمنون أنه الكأس الذي على الجميع تجرعه ، ولكن طريقة الموت هو الذي يحدث الفرق .

بالأمس نقلت لنا وسائل الإعلام العالمية نبأ استشهاد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي أثناء تواجده في مسجده لإلقاء الدرس وقد استشهد معه في هذه الحادثة خمسة وأربعون مدنياً قتلو بطريقة بشعة حيث تمزقت أجسادهم أشلاء تناثرت في أرجاء المسجد ، وعلى الفور أعلن نظام بشار عن الحادثة على أنها عملية إنتحارية نفذها الجيش الحر إلا أن الجيش الحر نفى مسئوليته عن الحادثة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل ما نقله الإعلام الرسمي في سوريا حقيقة أم أنها مسرحية رخيصة ؟

إننا ومن خلال متابعتنا لواقع الأحداث المؤلمة في سوريا متأكدون بما لا يدع مجالاً للشك بأن النظام السوري هو من ارتكب هذه الجريمة البشعة ، وما تناقلته وسائل الإعلام ليس سوى مسرحية مبكية راح ضحيتها عالم بلاد الشام الشيخ البوطي رحمه الله ، وذلك للأسباب التالية :-

1 – ليس من عادة الجيش السوري الحر الهجوم على المساجد والمصلين ، فعلى مدى سنتين من المقاومة لم يسجل هجوم واحد قام به الجيش الحر على المساجد ، بينما النظام المجرم في سوريا قام بهدم أكثر من ثمانمائة مسجد حتى الآن في أنحاء سوريا .

2 – إن حي المزرعة حيث مسجد الإيمان الذي وقع فيه التفجير المزعوم يقع في منطقة محصنة جداً من قبل الكتائب الأسدية ومن الصعوبة تمرير هذه الكمية من المتفجرات التي مزقت أكثر من 45 شخصاً أشلاء وجرحت أكثر من ستين آخرين .

3 – بمنطق من المستفيد من وراء هذه العملية ، فإن قتل الإمام البوطي لا يحمل أي معنى للنصر بالنسبة للجيش الحر ، بل العكس تماماً فهو يسيء إلى سمعتها ويعرضها لخلاف عميق مع الطائفة الكردية التي ينتمي إليها الشيخ البوطي ، عليه فإن المستفيد الوحيد من هذه الحادثة هو النظام الأسدي المجرم .

الحقيقة

إن الغريب الذي لاحظه كل من شاهد ما بثته قناة النظام وتناقلته الفضائيات هو بالرغم من قوة الإنفجار وكثرة الضحايا إلا أنه ليس ثمة أية آثار للحريق ، حتى سجاد المسجد لم يتمزق ولم يصب بأية حروق وكذلك المسجد ، بينما المعروف في مثل هذه التفجيرات تعرض المبنى حيث يقع الحادث إلى أضرار جسيمة وربما تهدم جانب منه وهذا ما لم يحدث البتة ، أما تساقط بعض دواليب المصاحف فليس إلا لإكمال المشهد على أنه تفجير .

والحقيقة كما ذكره البعض أن الشيخ قد خطفته آياد الغدر قبل يوم من الحادث لتقوم بإعدامه مع عدد من المعارضين لحكم بشار لتقوم بنثر دمائهم وأشلائهم في المسجد على أنه تفجير ، خاصة أن أقرب المقربين إلى الشيخ أكدو أن الشيخ بدأ يتراجع عن مواقفه السابقة في تأييد النظام ، كما أنها رسالة موجهة إلى الزعيم الكردي عبد الله أوجلان الذي أعلن في عيد النيروز تراجعه عن قتال الدولة التركية بالسلاح ، رسالة إليه على أن الحكومة التركية تساعد الجيش الحر الذي لا يتورع عن قتل العلماء الأكراد في يوم عيد النيروز.
رحل الشيخ البوطي مقتولاً عن عمر يناهز الأربعة والثمانين عاماً ، ولعله نال الشهادة الذي يتمناه العلماء ، فرحم الله شيخنا البوطي .

الخميس، 21 مارس 2013

أهمية دور الشباب في المجتمع


إن الأحداث المتلاحقة في العالم لتؤكد على أن للشباب دوراً مهماً في تقرير مصير الأمم سلباً وأيجاباً ، تقدماً وتخلفاً ، سقوطاً وارتقاءً ، وتنبع أهمية الشباب من عدة عوامل أهمها :-

-       عددهم في المجتمع : إننا لو نظرنا إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم وبالأخص في مجتمعا تنا الإسلامية لوجدنا أن الشباب هم الأغلبية دائماً حيث أكدت الإحصائيات أن أكثر من 60% من سكان العالم هم من الشباب ، وكنموذج للعالم الإسلامي فإن نسبة الشباب الذين هم أقل من 40 عاماً في المملكة العربية السعودية يمثلون 82.6% بينما من هم أقل من ثلاثين عاماً في السعودية يقاربون 50% وهذه النسبة العالية للشباب في المجتمع تنطبق على كل الدول الإسلامية ، ما يجعلهم الصوت الأعلى والساعد الأقوى في المجتمع .

-       القوة الجسمية والعقلية : لأن مرحلة الشباب تعتبر مرحلة يتمتع فيها الإنسان بصحة جسمية وقوة بدنية وعقلية فإنه بذلك يعتبر في أقوى مراحل عمر الإنسان ،  وما الحديث النبوي الشريف الذي ورد فيه ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ) منها ( وعن شبابه فيما أبلاه ) إلا إشارة إلى تلك القوة التي يتمتع بها الإنسان في مرحلة الشباب .

-       الهمة الفتية والروخ الوثابة : تعتبرروح الإنسان في أقوى عنفونها في عمر الشباب فتجد لدى الشباب همة في تحقيق ما يريده لا تثنيه عن تحقيق ما يطمح إليه العقبات والمطبات بل تجده مندفعاً لتحقيق ما يصبو إليه دون كلل أو ملل  .

كل ما سبق أعطى الشباب أهمية فطنت له الأمم والأديان فتسابق الجميع يخطب وده ويخشى سطوته ويحاول الإستفادة من سواعده الفتية وروحه الوثابة ، ولكن الواقع أثبت أيضاً أن الشباب وكما أنهم عماد نهضة المجتمع فإنهم عنصر انهياره وضياعه إذا حاد عن الطريق وهذا ما يجعلنا نلتفت إلى موضوع ذو أهمية كبرى وهو ( الشباب والمسؤلية الإجتماعية ) فالمجتمع بشرائحه المختلفة وتطلعاته المتباينة لا يمكنه تحقيق مصالحه في الحياة إلا إذا عرف الشباب مسؤلياتهم نحو مجتمعهم فشمروا لتحقيقها وتكاتفوا لأجل النهوض بها وإلا فإن الفشل سيكون حليف المجتمع والضياع مصيرهم .