الثلاثاء، 23 يونيو 2020

سد النهضة الأثيوبي والصراع على النيل


     
   
    مع اقتراب شهر يوليو حيث بداية موسم الأمطار في أثيوبيا نجد الخلاف يزداد حدة بين مصر وأثيوبيا حول سد النهضة فأثيوبيا تنوي البدا في ملء السد ابتداء من شهر يوليو القادم ما سيؤدي إلى نقص شديد في حصة مصر من مياه النيل بنسبة قد تصل إلى 40% في حال قررت أثيوبيا ملء السد خلال ثلاثة إلى أربع سنوات كما أعلن عن ذلك أكثر من مسؤول أثيوبي ، وهذا سيؤدي إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة في مصر .
     تختلف آراء المحللين في مسألة السد بين من يعطي أثيوبيا حق الاستفادة من نهر النيل بغض النظر عن الضرر الذي قد يصيب دول المصب وأهمها مصر ، وبين من يعطي مصر الشرعية في أي تحرك قد تقوم به كي تحافظ على حصتها التي منحتها اتفاقية عام 1929 و1959 بين مصر والسودان والتي تعطي مصر في المجمل 55.5 مليار متر مكعب من المياه دون النظر إلى حق أثيوبيا في التنمية .
وبعيدا عن التشعبات السياسية والاقتصادية للملف ودخول بعض الأيادي الخفية في تأجيج الصراع وتأثيرات الواقع السياسي المحلي لكلا الدولتين على النزاع القائم فإن النظر إلى لب المسألة من منظور محايد وبموضوعية تامة يجعلنا نصل إلى النقاط التالية .
-        عانت أثيوبيا خلال عشرات العقود الماضية من الفقر ونقص التنمية ، وبناء سد النهضة يمثل لها فرصة حقيقية لمحاربة الفقر وتوجيه مؤشراتها الاقتصادية نحو الأعلى من خلال الاستفادة من الطاقة الكهرومائية التي سينتجها السد وكذلك من خلال المشاريع التنموية الأخرى التي يمكن إقامتها على بحيرة السد ، وأي تجاهل لهذه الحاجة الماسة للتنمية في أثيوبيا يعتبر مجحفا في حقها .
-        تعتبر مصر هبة النيل كما قيل قديما والواقع اليوم يؤكد هذه المقولة ، فنهر النيل يعتبر المصدر الوحيد للمياه في مصر وإذا كانت حصتها من ماء النيل قد حددت بـ 55.5 مليار متر مكعب في عام 1959 حيث كان عدد سكانها لا يتجاوز 30 مليون نسمة فإنها وفي الوقت الحاضر أحوج ما تكون إلى كمية أكبر من ذلك وقد تجاوز عدد سكانها ال 100 مليون نسمة وأي تجاهل لهذه الحاجة المائية الضرورية يعتبر تجاهلا لحق شعب في الحياة .
-        من خلال مبدأ ( لا ضرر ولا ضرار ) على قيادة البلدين الجلوس على طاولة المفاوضات والتصرف بشكل متحضر والتنازل عن بعض النقاط الأساسية التي يعتقد أنها من حقه ، فعلى الحكومة الأثيوبية الأخذ بعين الاعتبار الضرر الذي سيلحق بمصر من إصرارها على تقليل فترة ملء السد ، كما وعلى مصر تقديم يد المساعدة إلى الشعب الاثيوبي في محاربته للفقر من خلال العديد من المجالات التنموية والتعليمة ... الخ
يجب على مصر والسودان واثيوبيا معرفة أن نهر النيل الذي يربط بينهم يعتبر بمثابة حبل سري يوحد ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم وأنهم فقط بالتعاون فيما بينهم يمكنهم تحقيق مستقبل أفضل لشعوبهم وأي تجاهل لهذه المسألة فلن تؤدي إلا إلى الدمار .

الأحد، 8 فبراير 2015

اليمن .. صراع الأحلام




بعد الثورة التونسية وهروب زين العابدين بن علي توالت الثورات في العالم العربي ابتداءً من مصر وليبيا مروراً بسوريا وليس انتهاءً باليمن ، تشابهت بداية هذه الثورات فقد كانت شبابية تنادي بإسقاط الأنظمة القمعية ، ولكنها ما لبثت أن تغيرت مآلاتها واختلفت أوجهها لأسباب كثيرة حاول المحللون السياسيون الوصول إليها .
والآن وبعد مرورأكثر من ثلاث سنوات على ثورات الربيع العربي وبنظرة فاحصة إلى ما آلت إليه الحالة السياسية والعسكرية في اليمن يمكننا أن نسميها وبتبسيط شديد ( صراع الأحلام ) فاليمن بمساحتها التي تتجاوز نصف المليون متر مربع وبعدد سكانها البالغ أربعة وعشرين مليون نسمة نجد أنها تحوي مزيجا جاهزاً للفرقة والإختلاف إن غابت الحكمة اليمانية ، فهناك الشمال والجنوب ، وهناك الشيعة والسنة ، وهناك مؤيدو ومعارضو الثورة الشبابية ، وهناك الأحزاب المختلفة سواء على أساس قبلي أو مناطقي أو أيدلوجي ، كما وأن هناك القاعدة ، فتعالو نستعرض أحلام أهم هذه الفئات المتصارعة .
الحوثيون الشيعة : رغم أن عددهم لا يتجاوز 15% من عدد سكان اليمن إلا أن حلمهم مغرق في عدم واقعيته فهم وإن لم يعلنوها صراحةً فحلمهم الأكبر هو عودة النظام الإمامي البائد ، ولكن يبدو من الوقع السياسي الحالي أنهم سيرضون بدولة جمهورية تكون تحت سيطرة بنادقهم سواء كان الحاكم واحدا منهم أو دمية تحرك من قبلهم ، وأكثر ما شجعهم على المضي قدماً في تحقيق أحلامهم رغم صعوبة تحقيقها على أرض الواقع الدعم اللا محدود الذي يتلقونه من إيران وخيانة الجيش اليمني الذي أثبت أن ولائه للمخلوع علي عبد الله صالح أقوى من ولائه للوطن ، وغفلة دول المنطقة عن حقيقة ما يجري في اليمن بانشغالهم في محاربة الإخوان المسلمين ، ويبدو من مستجدات الوضع أن الحوثيين الشيعة هم الأقرب إلى تحقيق حلمهم على المدى المنظور وإن كان الاحتفاظ بهذه المكتسبات على المستوى البعيد أقرب ما يكون إلى الاستحالة .
المخلوع علي عبد الله صالح : إن الحلم الوحيد للرئيس السابق هو أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء إلى ما قبل الثورة الشبابية حيث كان يخطط وبمكر ودهاء لتوريث الحكم من بعده لنجله أحمد صالح ، ويضرب لنا المخلوع مثالا حياً في التمسك بالحلم بجنون ووحشية غريبة رغم منافاتها للعقل والمنطق ، وسلوك كل السبل الغير أخلاقية في تحقيق هذا الحلم أو حتى مجرد الإقتراب منه دون تحقيقه ، وما شجعه على الاستمرار في هذا الحلم المرضي هو سيطرته الشبه كاملة على القيادات العليا للجيش اليمني ، وتحالفه الخفي الظاهر أحيانا مع بعض دول الخليج المصابة بما يمكن تسميته بالإخوانفوبيا ، ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وظهور التسريبات الصوتية التي تثبت تورط علي صالح في تسليم اليمن للشيعة يبدو أن حلم عودته أو عودة نجله بدأت تتلاشا لتصبح سراباً .
شباب الثورة : إن حلم شباب الثورة في اليمن في تحقيق العدالة والديمقراطية والعيش الكريم هو الذي كان وقوداً لتحركاته على مدى أشهر في وجه القمع والقتل بصدور عارية وسلمية غريبة حتى أسقطوا نظاماً تشبت بالحكم لأكثر من ثلاثين عاماً ، وهؤلاء الشباب وإن خذلتهم الأحزاب السياسية في تحقيق أحلامهم إلا أنهم هم من يعول عليهم في إيقاف العربدة الحوثية .
بقي أن نقول أنه وإلى جانب هذه الأحلام المتصارعة هناك أحلام لدى جهات يمنية عدة تنتهز الفرصة المواتية لتنظم إلى الصراع إن لم تكن قد بدأته بالفعل ، إنه حقاً صراع الأحلام .

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

لم يمت نلسون مانديلا ولكنه حي في القلوب


 
"بني وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين" بهذه الكلمات أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما وفاة الزعيم التاريخي لجنوب أفريقيا والعالم (نيلسون روليهلاهلا مانديلا ) .
رحل مانديلا فتحركت لموته مشاعر الملايين في أنحاء المعمورة ، تنكست الأعلام وأعلن الحدد في دول بعيدة عن جنوب أفريقيا مثل الهند وتونس ومصر وأثيوبيا وغيرها من دول العالم وتهافت رؤساء العالم على جنوب إفريقيا للمشاركة في جنازة الرئيس الإفريقي المناضل   .
إن النضال الطويل الذي قدمه مانديلا لأجل حرية شعبه وتضحيته بسبعة وعشرين عاما من عمره في سجون ( الأبارتايد ) لأجل حرية وكرامة الإنسان الإفريقي وعفوه عن جلاديه بعد انتصاره في معركة الحرية ، كل ذلك جعل منه ليس بطل لإفريقيا وحدها بل بطلاً إنسانياً نتعلم منه معنى التضحية ، في سبيل الحرية والمساواة ، معنى الثبات على المباديء مهما طالت الأعوام .
يقول مانديلا وهو يعلمنا الصمود والإستمرار في المطالبة بالحقوق ( إن الإنسان الحر كلما صعد جبلاً عظيماً وجد وراءه جبالاً أخرى يصعدها )
وعن الحرية يقول البطل ( الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات ، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً  ) لقد ضحى بعمره من أجل الحرية فكان له ولشعبه وللإنسانية الإنتصار ، ولوطلب منه أن يقدم أكثر مما قدمه من أجل الحرية لقدمه بنفس راضية ، يقول في إحدى كتاباته (طوال حياتى وهبت نفسى لصراع الافارقة   و حاربت ضد هيمنة ذوى البشرة البيضاء , وضد هيمنة ذوى البشرة السوداء أيضا , و قد قدرت فكرة الديمقراطية و حرية المجتمع حيث يكون كل البشر يعيشوا فى تناغم و مساواة فى الحقوق و هى مبادىء اتمنى الحياة من أجلها , ولكن لو كانت إرادة الله فأنا مستعد أن أموت من أجلها )
هذه هي المواقف وهذه هي الحياة التي تعطي لصاحبها الخلود ، فلو أعلن العالم كله وفاة مانديلا فإنه سيضل حياً في القلوب ، من نضاله تستمد الأجيال قوتها ، ومن مواقفه التاريخية ترسم للمستقبل لوحته الزاهية .
لم يمت نلسون مانديلا ولكنه حي في القلوب 

 

الجمعة، 7 يونيو 2013

ذكرى - شعر / عبد الوارث علي آدم


ذكرى تزور فتروي القلب إيمانــــــــــاً    
  ذكرى تعود فترجوا الأرض غفرانـــــا
ذكرى تبرز أحداثاً مقدســـــــــــــــــــة   
   تثير في النفس أشواقاً وأشجانــــــــــــــاً
ذكرى تنير دروباً في نهايتهــــــــــــــا   
   من المغانم والإنعام ألوانــــــــــــــــــــــاً
ذكرى تمد لفلك الروح أشرعــــــــــــة  
    حتى تعانق في الجنات شطآنـــــــــــــــا
ذكرى تذكر ألباباً وأفئـــــــــــــــــــــدةً   
   برحلةٍ فجرت للحق بركانــــــــــــــــــــاً
تفديك روحي رسول الله يا علمـــــــــاً   
  أسرى به الحق نحو القدس يقضــــانــــــاً
على البراق وجبريلٌ يرافقـــــــــــــــه    
  يطير يجتاز صحراءً ووديانـــــــــــــــــاً
حتى توقف بالأقصى ومسجـــــــــــده    
  فعطر الجو أزهاراً وريحانـــــــــــــــــــاً
وجمع الله كل الرسل ساعتهـــــــــــــا   
   وكلهم خاشع حمداً وشكرانــــــــــــــــــــاً
صفو الصفوف وخير الرسل يقدمهـم    
   والنور يغمرهم شيباً وشبانــــــــــــــــــــاً
صفو الصفوف وخير الخلق أمهـــــم   
    فيا لها من صلاة قد سمت شانــــــــــــــاً
ثم ابتدت رحلة المعراج معجــــــــزةً   
   وذكرها خالد نتلوه قرآنـــــــــــــــــــــــــاً
إلى السماء مضى جبريل يرشــــــده   
    فضلاً من الله تأييداً وسلــــــوانـــــــــــــاً
حتى أتى جنةً رضوان خازنهــــــــا    
   أنهارها عسل تنساب غدرانـــــــــــــــــاً
قصورها ذهبٌ والنخل باسقــــــــــةٌ     
  أكوابها فضةٌ حينـــــــاً ومرجانــــــــــــاً
من سندسٍ نسجت أثواب ساكنهـــــا   
    للمؤمنين غدت داراً و أوطانـــــــــــــــاً
رأى النبي بها للمتقي نعمــــــــــــــاً    
   جاد الإله بها فضلاً وإحسانــــــــــــــــــاً
كما رأى عدداً من العصاة وهـــــــم   
    في مشهد جللٍ يصلون نيرانــــــــــــــــاً
يعذبون بها عدلاً بما كسبـــــــــــــوا     
  هم الذين بغوا كفراً وطغيــــــانـــــــــــاً
وبعدها رفع الرحمن سيدنـــــــــــــا    
   لسدرة المنتهى فكــــــان ما كانــــــــــــا
رأى العظيم من الآيات مبهـــــــرةً     
   فلم يزغ بصراً أو كان حيرانـــــــــــــــــاً
وكان من أمره فرض الصلاة على   
     الإنسان خمساً تزيد القلب إيمــــــانـــــــــاً
فا حفظ صلاتك يا إنسان وارق بها    
    ولا تكن غافلاً تعين شيطانـــــــــــــــــــــاً
ذكراك يا ليلة الإسراء ملحمــــــــةٌ     
    من الدروس حوت للحق برهانـــــــــــــاً
ذكراك يا ليلة المعراج بوصلــــــــةٌ    
     تقود نحو العلا والسعدِ ربــــانــــــــــــــاً
ثم الصلاة على المختار ما طلعـــت    
     شمس وداعبت الأطيار أغصانـــــــــــــاً 

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

( راشيل كوري بارك ) البطلة التي لن ننساها أبداً 1979-2003










مهما مرت الأيام وطالت السنون فلا يمكننا باي حال من الأحوال أن ننسى ( راشيل كوري بارك ) تلك الفتاة الأمريكية ذات الثلاث والعشرين ربيعاً والتي ضربت للعرب والمسلمين والعالم كله أرقى معاني التضحية وأبهى ضروب الشجاعة , فقبل عشرة أعوام من الآن وفي عام 2003 تركت الراحة في بلدها امريكا وجائت إلى فلسطين لتعيش معاناة أهالي غزة كما يعيشونها هم وليس كما تعرضها شاشات التلفزة , سهرت مع أهالي غزة وذاقت معهم الخبز مخلوطاً بالدموع والدماء فقررت أن تدافع عن هذا الشعب المنكوب الضعيف الذي تناساه القريب قبل الغريب ، فوقفت بجسدها النحيف تدافع عن الأمة باسرها تقول بصوتها القوي الذي وصل أسماع العالم ( لن تهدموا بيوت الفلسطينيين بعد اليوم إلا إذا قتلتموني أولاً ) ووقفت بكل شجاعة وبدون أدنى تردد أمام الجرافة الإسرائيلية ، إلا أن السائق الإسرائيلي المجرم لم يتردد في قتلها بجرافته التي مرت عليها بكل غطرسة وظلم ووحشية ليسقط ذلك الوجه البريء ملطخاً بالدماء                                                                                                  .     
إن قصة راشيل كوري سوط يخرس كل المتقاعسين والمتخاذلين عن نصرة الشعب الفلسطيني الأعزل خاصة الحكام العرب الذين أصبحوا لا يحركون ساكناً أمام مشاهد القتل والتدمير اليومية ، لقد أظهرت راشيل بشجاعتها مدى الجبن الذي نعيشه ، وبتضحيتها مدى الخذلان الذي نحياه ، وبقوتها مدى الضعف الذي نعانيه ، إنها فتاة خالدة سيشهد التاريخ أنها ضحت بحياتها لأجل الدفاع عن المضلومين .

السبت، 13 أبريل 2013

قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

 
فى دمي الحب للنبي يسيــــر *** وبقلبي عشق النبي يثـــــــــــور
وبذكر الحبيب تسكن نفســـي *** ولذكر الرسول فاح العبيـــــــــر
فهو الشمس إن أطل ظــــلام *** وهو الظل إن أطل هجيـــــــــــر
وهو الماء طعمه سلسبيــــــل *** وهو الروض فيه زهر نضيــــر
إن ذكرت الحبيب أشعـــر أن *** النفس والروح للمعالي تطيــــــر
ولد النور فالسماء ضيــــــــاء *** وعلى الأرض قد أحل ســــرور
فغدت مكة الحبيبة أرضــــــاً *** مهبط الوحي حل فيها البشيــــــر
جاء والكون في غياهب ظلم *** مستطير قد طال منه جــــــــــذور
جاء بالحق من إله البرايــــا *** وله الله ساند ونصيـــــــــــــــــــــر
فبعزم أرسى العدالة حتــــى*** صار للعدل صولة وحبـــــــــــــور
جاء في الذكر مدحه بثنــــاءٍ *** فكريم الخصال فيه وفيـــــــــــــــر
باسم الثغر في محياه بشــــرٌ *** وبياضِ في وجه طه غزيـــــــــر
في رؤى وجهه البهي ســلام *** وأمان لا يعتريه قصـــــــــــــــور
لمسة منه للسقيم شفـــــــــــاء *** نظرة منه للظلام تنيــــــــــــــــــر
كان بالسائل الفقير عطوفـــاً *** وحنوناً وللضعيف ظهيـــــــــــــــر
كان بالمعدم اليتيم رؤومـــــاً *** ورحيماً والعطف منه بحــــــــــور
كان في صحبه معلم خيــــــرٍ *** دونه النفس تفتديه نحـــــــــــــور
خاتم الرسل ما أجل سنـــــــاه *** هو نجم لا تحتويه سطـــــــــــور
صاح قل لي هلا تكون رفيقاً *** لرسول من الإله بشيــــــــــــــــــر
وعد الكافل اليتيم جــــــــواراً *** مع الحبيب في الجنان يطيــــــــر
وبحورٍ يُشرِحُ الصَدْرَ رؤاها *** وبساتين في رباها قصـــــــــــــور
ومياه النهر ينساب رقيقـــــــاً *** عسلٌ بعضه وبعضٌ خمــــــــــور
وإذا شئت حليب ومصفــــــىً *** وإذا شئت فهو ماء نميــــــــــــــر
إن في جنة الإله جمــــــــــالاً *** لم ترى العين قبلها والصــــــــدور
ذاك فضل لمن أعان يتيمـــــاً *** و إلهي للمحسنين شكــــــــــــــور
فامنح العطف لليتيم وقـــــــدم *** حسنات تقيك ناراً تمــــــــــــــــور
إنما يكفل اليتيم نبيــــــــــــــل *** وشريف في حناياه ضميــــــــــــر
وصلاتي على المحمد طــــــــه *** كلما سال في الجبال غديـــــــــــر

الأربعاء، 27 مارس 2013

حرية المرأة بين الشرق والغرب !!

منذ فترة ليست بالقصيرة ,ورؤوسنا تصدع بالطبل والزمر على إيقاع إسمه حرية المرأة ، ولأن هذا الإيقاع هو من تأليف وتلحين وإخراج وتوزيع الدول الكبرى ذات العصى الغليظة فإن بقية دول العالم المغلوبة على أمرها أصبحت تصفق لهذه الأنغام الجديدة التي أصبحت سمة عصر العولمة والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب وغيرها من العبارات الحديثة الولادة والتي لم يكن يعرف الأولون عنها الكثير ، المزعج في الأمر هو أن كل هذه الأمور ولدت من أم و أب غربيين وأشرف على ولادتها طبيب غربي وتكفل بتربيتها وتضخيمها أب الغرب الأكبر ، المهم ليس أين ولدت هذه الشعارات ولا من شارك في توليدها أو تظخيمها ولكن المهم والمزعج أنها بالرغم من أنها تمثل وجهة نظر صاحبها الذي ربما أعجبته أفكاره لأقصى الحدود إلا أنه يريد أن يفرضها بالقوة وبتلويح العصى الغليظة على بقية العالم الحر !! إننا في الحقيقة في البلدان العربية لا نعترض على هذه العبارات من حيث المبدأ ولكننا نعترض عليها من حيث المضمون فنحن في مجال حقوق المرأة مثلاً ننتمي إلى الدين الإسلامي الذي أعطى المرأة حقها كاملاً منذ أربعة عشر قرناً ، وإذا كان البعض من المتخلفين العرب قد طغى على حقوق المرأة في بلده فهذا لا يمثل الإسلام في شيء بل يمثل نفسه وعادته السمجة فبأي حق يقتل الأخ أخته بدعوى المحافظة على الشرف ، وبأي حق يطالب أخ تطليق أخته من زوجها التي أحبها وتحبه بدعوى أنه ليس من مستواه القبلي ، هذه كلها دعوى باطلة ولكن وبالرغم من وجود بعض هذه العادات السيئة لدينا إلا أن ذلك لا يستدعي الأخذ بشعار حرية المرأة بمنظوره الغربي الجديد الذي يسعى إلى تحرير المرأة من كل شيء حسب زعمهم حتى من ثيابها التي ترتديه بدعوى الحرية ، وهذا هو الظاهر في المجتمعات الغربية التي جعلت من المرأة سلعة تباع وتشترى رغم رفع شعار حرية وحقوق المرأة عندهم ، إنني إنسان عربي أحب وأعشق المرأة بجنون فلا أتخيلها تظلم في مجتمعي لأنها أمي وأختي وزوجتي وأبنتي وخالتي وعمتي وجارتي وقريبتي فكيف أرضى لها بالظلم ، إنني من وجهة نظري لا أرى أن حرية الغرب للمرأة تناسبنا بل يجب أن نسعى لتفعيل مباديء الحرية التي جاء بها ديننا الحنيف وأن نضرب بيد قوية كل من يتعرض لها بالظلم في مجتمعاتنا